كلمة رئيس بلديّة المتين ومشيخا الأستاذ زهير بو نادر

قلاع فينيقية، معابد وهياكل رومانية، برج المسيقى، نواويس ومدافن ملوك، وقصور أمراء من التاريخ، وكل ذلك في قلب المتين. رغم كل ذلك فإن المتين ليست مجرد أرض أو تاريخ بل علاقات بين أهلها وبين هذه الارض وهذا التاريخ.
واحدى هذه العلاقات هي علاقة أهل المتين بساحتها الاثرية، فالاستاذ روجيه صروف الذي تربطه علاقة حميمة مع اهله في المتين وساحتها، كان له حلم بان يكون للمتين قصر بلدي يصل الماضي بالحاضر وايضاً كان له رهان بأن هذا القصر لن يكون فقط تراثياً انما قصراً ثقافياً رائداً فكان له ان حَقَّقَ حلمه فرمَّمَ وجهَّزَ قصراً بلدياً اهداه للمتين وانشأ بداخله اوديتوريوم ذات مستوى تقني رفيع.
واليوم سوف يُحَقَّقُ رهانه وسوف يكون في القصر البلدي متحف للفنون. ان هذا الرهان الثقافي هو عمل مشترك ما كان ليتحقق لولا رغبة وإرادة رئيس وأعضاء المجلس البلدي ولولا جهود اللجنة الثقافية ومجموعة من المثقفين من خارج المجلس البلدي. أحدهم كان له حلم ايضاً، حلم راوده منذ عشرات السنين عندما كان رئيس دائرة الفنون في وزارة التربية وقد سعى من خلال معارض الربيع والخريف في تكوين المجموعة الفنية لمتحف الفنون الوطني.
إنه الاستاذ جوزف ابو رزق وهو من مؤسسي معهد الفنون الجميلة، مستشار الفنون لأول وزير ثقافة ميشال اده وكان وراء إتخاذ مجلس الوزراء في 14 / 8/ 1996 قراراً باقامة المتحف الوطني للفنون في المبنى الزجاجي قرب المتحف الوطني الحالي وكان أول من كتب تاريخ الفن اللبناني.
ان متحف الفنون في المتين هو تحدٍ كبير لا يتحقق فقط بالأحلام والرغبات ولا حتى بالتضحيات والعمل. فالتحدي الكبير للثقافة هو انتقالها من صانعيها الى الناس وتحقيق علاقة مباشرة مع الفن وهذا ما سوف يتحقق بفضل هذه المجموعة من الفنانين الذين قدموا بفرح وسخاء انجازات فنهم.
لهم ولجميع الذين ساهموا في انجاح هذا المشروع فائق الشكر.
وتبقى المتين وتستمر ارض الحضارة والثقافة والعلم والتراث والتاريخ بإرادة ابنائها وعزمهم
وعطائهم.